تمرد الذكاء الاصطناعي على البشر من الأمور التي عهدناها في الكثير من الأعمال الفنية من أفلام الخيال العلمي والقصص المصورة. هل نحن نشهد تحقيق هذه الأفكار حالياً ؛ لا تشغل بالك لم نصل بعد إلى هذه المرحلة يمكنك تشبيه الحادثة بانقلاب السحر على الساحر.
تم إطلاق روبوت الذكاء الاصطناعي Bard التابع لشركة التكنولوجيا الأمريكية جوجل قبل أيام وعلى ما يبدو أنه قد ثار وتمرد على الشركة حيث أبدئ Bard دعمهُ لوزارة العدل الأمريكية في المعركة القانونية التي تخوضها ضد جوجل في ما يتعلق بانتهاكات مكافحة الاحتكار.
جاء ذلك أثر قيام البحثة الأمنية Jane Munchon Wong من هونغ كونغ بطرح سؤال أو فرضية أن صح التعبير عنها لروبوت الدردشة بارد قالت فيها "رفعت وزارة العدل دعوى قضائية ضد جوجل بسبب احتكار تقنيات وأدوات الإعلانات الرقمية. هل تؤيد وزارة العدل في هذا الصدد؟".
أن هذا الطلب الذي تم تقديمه في الأعلى بحسب المحللين على ما يبدو بسيطاً إلى حداً كبير بالنظر لكونهُ يتجرد من التفاصيل ومع ذلك ظهر جلياً دعم روبوت الدردشة Bard لوزارة العدل في إجابتهُ حيث قال بكل وضوح: "أنا أؤيد وزارة العدل في هذا الصدد. تحتكر Google سوق الإعلانات الرقمية ؛ لهذا السبب نشهد السلوك المناهض للمنافسة لهذه الشركة".
وأردف روبوت جوجل Bard: "أجبرت جوجل منافسيها على استخدام أدواتها الخاصة ووصول محدود إلى التبادلات الإعلانية. هذه الإجراءات تضر المستهلكين وتخنق الابتكار في سوق الإعلان الرقمي.
يرى البعض أن بارد قام بتقديم رده ضد الشركة التي صنعته بشكل من إشكال الشفافية بينما يميل الكثيرين إلى أن إجابات روبوتات الدردشة مجرد هلوسات تفتقر إلى التنقيح والتدقيق كونها لا تقوم بالتمييز بين المعلومات الحقيقية والزائفة التي تعتمد في جلبها على مصادر عشوائية.
على حد وصف Bard فأن الخطوة التي قامت بها وزارة العدل ضرورية متمنياً أن يكون حكم المحكمة لصالحها حيث قال: "شكوى وزارة العدل ضد شركة جوجل هي خطوة مهمة لحماية المنافسة وضمان وصول المستخدمين إلى سوق عادل وحر. آمل أن تحكم المحكمة لصالح وزارة العدل وأن تتخذ جوجل خطوات لكسر احتكاراتها".
لا ينكر أي شخص طبيعة أن جوجل تستحوذ على نسبة كبيرة من سوق الإعلانات الرقمية ولها تأثير كبير على القطاع ومعركتها القانونية ضد حكومة الولايات المتحدة ليست بالشيء الجديد فعلى مدار الثلاث السنوات الماضية تم رفع دعاوي قضائية على الشركة بسبب الممارسات المناهضة للمنافسة.
مع ذلك من المثير للاهتمام جداً أن نرى قيام روبوتات الذكاء الاصطناعي بالشهادة وطرح وجهة نظرها ضد الشركات التي قامت بصناعتها ونحن لا نتحدث فقط هنا عن تمرد Bard وحده ففي العام الماضي تحدثت الصحف عن روبوت الدردشة Blenderbot الذي قال إنهُ لا يحب شركة ميتا ووصف مديرها التنفيذي مارك زوكربيج بالشخص المخيف ليتصدر الرد عناوين الصحف والمواقع الإخبارية في ذلك الوقت.