في مقابلة حديثة مع شبكة فوكس نيوز، أطلق الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب تحذيرًا قويًا لشركة جوجل، مشيرًا إلى أن الكونغرس قد يتخذ إجراءات ضد الشركة بسبب ما وصفه بعدم مسؤوليتها. جاءت هذه التصريحات في وقت أعلن فيه عدد من مستثمري وادي السيليكون دعمهم لترامب، مما يضيف بعدًا جديدًا إلى النقاش حول دور الشركات الكبرى في إدارة المحتوى.
خلال حديثه مع مقدمة البرنامج ماريا بارتيرومو، قال ترامب: "يجب على جوجل أن تكون حذرة لأنها كانت غير مسؤولة للغاية". وأعرب عن قلقه من أن "جوجل تقترب من الإغلاق" مشيرًا إلى أن الكونغرس لن يتسامح مع الوضع الحالي. هذه التصريحات تعكس نظرة ترامب تجاه كيفية إدارة جوجل للمحتوى والتي يعتبرها غير مرضية.
ترامب لم يتردد في الإشارة إلى المكالمة الهاتفية التي أجراها مارك زوكربيرج الرئيس التنفيذي لشركة ميتا حيث أطلق على فيسبوك لقب "عدو الشعب". يبدو أن ترامب يشعر بأن الشركات التكنولوجية الكبرى مثل جوجل وفيسبوك تتجاوز حدودها في التحكم بالمعلومات والمحتوى مما يثير قلقه بشأن تأثيرها على الديمقراطية.
إضافة إلى ذلك أعرب مجموعة من المستثمرين في وادي السيليكون عن مخاوفهم بشأن قوة جوجل. فقد ذكر مارك أندريسن وبن هورويتز أن جوجل "قد تكون أقوى من 95% من دول العالم" مما يثير تساؤلات حول مدى تأثير هذه الشركات على السياسة والمجتمع. كما أن يتر ثيل قام بتمويل العديد من الإجراءات المناهضة لجوجل حتى أنه قد سبق ووصف الشركة من قبل بأنها "خائنة".
تتزايد الانتقادات من بعض المحافظين حول الطريقة التي تُدار بها المحتويات على المنصات الكبرى. يشعر هؤلاء بأن نتائج بحث جوجل تمثل تهديدًا كبيرًا للديمقراطية ويتساءلون: "هل يجب أن تمتلك جوجل موقع يوتيوب؟ هل يجب أن تسيطر جوجل على جميع هذه المنصات الأخرى؟" هذه المخاوف تعكس انزعاجًا أعمق بشأن كيفية إدارة المعلومات عبر الإنترنت وتأثيرها على المجتمع.
وتأتي هذه التعليقات في الوقت الذي قضت فيه المحكمة العليا مؤخرًا بأن معظم ممارسات إدارة المحتوى محمية بموجب قانون حرية التعبير، مما يعقد الأمور أكثر. تعكس تعليقات ترامب ومخاوف المحافظين تجاه جوجل قلقًا متزايدًا بشأن القوة الهائلة التي تتمتع بها هذه الشركات في نشر المعلومات والتحكم في المحتوى.
مع تزايد النقاش حول دور الشركات التكنولوجية الكبرى وتأثيرها على الديمقراطية من المهم أن يتم النظر في هذه القضايا بعناية أكبر. فالقوة التي تمتلكها جوجل في تشكيل المعلومات التي تصل إلى الجمهور تجعل من الضروري أن تكون هناك رقابة ومساءلة لضمان عدم استغلال هذه القوة بطريقة تؤثر سلبًا على المجتمع.
