بعد فوزه في الانتخابات الرئاسية الأمريكية يبرز "دونالد ترامب" كقوة مؤثرة قد تغير مسار شركات التكنولوجيا الكبرى وعلى رأسها جوجل. في ظل التوقعات بأن ترامب سيتبنى سياسات تخفف من حدة الإجراءات التي اتخذتها إدارة بايدن لمكافحة الاحتكار، يتساءل الكثيرون: هل سيكون ترامب الضرة النافعة لجوجل، حيث يساعدها على تجنب التفكيك الذي كان يلوح في الأفق؟
من المعروف أن ترامب خلال فترة رئاسته السابقة اتخذ خطوات جذرية ضد شركات التكنولوجيا الكبرى حيث أطلق حملات قانونية تهدف إلى محاسبتها على ممارساتها. ومع ذلك فإن تصريحاته الأخيرة تشير إلى تحول في موقفه. فقد أكد ترامب أنه يمكن للجهات المعنية التدقيق في ممارسات جوجل دون الحاجة إلى تفكيكها، محذرًا من أن هذا الإجراء قد يؤدي إلى تدمير الشركة. هذا التحول قد يعكس رغبة ترامب في الحفاظ على استقرار السوق التكنولوجي وتجنب أي اضطرابات كبيرة.
القضايا القانونية التي تواجه جوجل
تواجه جوجل حاليًا دعاوى قضائية من وزارة العدل الأمريكية تتعلق بممارساتها في مجالات البحث والإعلانات عبر الإنترنت. هذه القضايا تهدد بفرض تغييرات جذرية على كيفية عمل الشركة، بما في ذلك إمكانية تفكيكها أو إجبارها على التخلي عن بعض وحداتها مثل متصفح كروم أو نظام أندرويد. وفي حال تنفيذ هذه الخطط، سيكون ذلك بمثابة أكبر عملية تفكيك لشركة أمريكية منذ تفكيك شركة "AT&T" في الثمانينات.
استئناف القضايا وتأثير فوز ترامب
من المتوقع أن تستأنف القضايا المتعلقة بجوجل في أبريل 2025، مع توقع صدور حكم نهائي بحلول أغسطس من نفس العام. هذا التوقيت يمنح ترامب ووزارة العدل فرصة لإعادة تقييم السياسات المتبعة حاليًا. المحامون المتخصصون يشيرون إلى احتمال تخلي وزارة العدل ولجنة التجارة الفيدرالية عن الإرشادات الصارمة التي وضعتها إدارة بايدن مما قد يسهل على الشركات الكبرى تنفيذ عمليات الدمج والاستحواذ.
التغييرات المحتملة في لجنة التجارة الفيدرالية
تتكون لجنة التجارة الفيدرالية (FTC) من خمسة أعضاء يتم تعيينهم من قبل الرئيس الأمريكي بموافقة مجلس الشيوخ. إذا تمكن ترامب من تعيين بديل للرئيسة الحالية "لينا خان" فقد يؤدي ذلك إلى تغيير جذري في سياسات اللجنة نحو مزيد من الدعم للشركات الكبرى مثل جوجل. الأغلبية الجمهورية المحتملة ستساعد ترامب في تنفيذ سياساته الاقتصادية التي تفضل تقليل القيود التنظيمية.
إذا تم تخفيف القيود التنظيمية المفروضة على جوجل، فقد تجد الشركة نفسها أمام فرص جديدة للتوسع والنمو. المحللون يشيرون إلى أن أي إشارة لتخفيف تطبيق قوانين مكافحة الاحتكار قد تعزز من موقف جوجل في السوق وتساعدها على استعادة السيطرة على عملياتها بشكل أسرع. هذا الأمر قد يكون مفيدًا ليس فقط لجوجل ولكن أيضًا للعديد من الشركات التقنية الأخرى التي تواجه ضغوطًا مشابهة.
باختصار، يبدو أن فوز دونالد ترامب قد يمثل فرصة لجوجل لتفادي التفكيك الذي يهدد وجودها. بينما تتجه الأنظار نحو القرارات التي سيتخذها الرئيس الجديد بشأن تنظيم الشركات الكبرى، يبقى السؤال قائمًا: هل سيكون ترامب الضرة النافعة لجوجل؟ الإجابة على هذا السؤال ستظهر مع مرور الوقت ومع تطور الأحداث السياسية والاقتصادية في البلاد.