رغم التوقعات بقيام أبل بتطوير محرك بحث خاص بها لمنافسة جوجل، أكدت الشركة أنها ستلتزم بشراكتها الحالية مع جوجل. وأرجعت أبل قرارها إلى التكاليف الباهظة والمخاطر المرتبطة بإنشاء محرك بحث جديد. هذا القرار يوضح أن أبل تفضل التركيز على مجالات أخرى بدلاً من الدخول في منافسة مباشرة مع جوجل في سوق محركات البحث.
هل تستطيع أبل إنشاء محرك بحث ينافس جوجل؟ ولماذا لم تصنع واحد حتى الآن؟
تتزايد التساؤلات حول إمكانية شركة أبل في تطوير محرك بحث خاص بها ينافس جوجل، خاصة في ظل التحديات القانونية التي تواجهها الأخيرة. ومع ذلك أكدت أبل مؤخرًا أنها لا تعتزم الدخول في هذا المجال موضحة الأسباب وراء قرارها هذا.
تصريحات أبل حول محرك البحث
في بيان، قال إيدي كيو - نائب رئيس أبل للخدمات، إن الشركة ليس لديها أي نية لبناء محرك بحث خاص بها. وأشار إلى أن الاستثمار في مثل هذا المشروع سيعني تحويل الموارد بعيدًا عن المجالات الأساسية التي تركز عليها أبل حاليًا. كما أكد أن إنشاء محرك بحث يتطلب استثمارات ضخمة تصل إلى مليارات الدولارات بالإضافة إلى سنوات من العمل والتطوير.
شراكة أبل مع جوجل
تعتبر الشراكة بين أبل وجوجل واحدة من أكبر الاتفاقيات في عالم التكنولوجيا. حيث وقعت الشركتان صفقة بقيمة 20 مليار دولار سنويًا تجعل جوجل محرك البحث الافتراضي لمتصفح سفاري. وبموجب هذه الاتفاقية تحصل أبل على نسبة 36% من عائدات الإعلانات الناتجة عن استخدام المتصفح مما يتيح لجوجل الوصول المباشر لمئات الملايين من مستخدمي أبل.
التحديات القانونية لجوجل
في الأشهر الأخيرة رفعت وزارة العدل الأمريكية دعوى قضائية ضد جوجل بتهمة احتكار سوق البحث عبر الإنترنت. تتضمن الدعوى اقتراحًا ببيع جوجل لمتصفح كروم الخاص بها ومنعها من السوق لمدة خمس سنوات. كما تتهم الدعوى الشراكة بين جوجل وأبل بأنها تعزز احتكار جوجل في السوق.
لماذا لا تدخل أبل سوق البحث؟
تشير تصريحات كيو إلى عدة أسباب تجعل أبل غير مهتمة بتطوير محرك بحث خاص بها:
- التكلفة والموارد: بناء محرك بحث يتطلب استثمارات ضخمة وتحويل موارد الشركة بعيدًا عن مجالاتها الأساسية.
- المخاطر الاقتصادية: التطورات السريعة في مجال الذكاء الاصطناعي تجعل الاستثمار في مشروع كهذا محفوفًا بالمخاطر.
- البنية التحتية: تحتاج الشركة إلى إنشاء منصة للإعلانات المستهدفة وهو ما يتطلب بنية تحتية وقوى عاملة متخصصة لا تمتلكها حاليًا.
الخلاصة
رغم أن فكرة تطوير محرك بحث خاص بأبل قد تبدو رائعة للبعض إلا أن الواقع الاقتصادي والتجاري يجعلها خيارًا غير عملي في الوقت الحالي. مع استمرار الشراكة مع جوجل تظل أبل قادرة على تحقيق أرباح كبيرة دون الحاجة إلى تحمل المخاطر المرتبطة بإنشاء محرك بحث جديد.
في النهاية يبدو أن أبل ستستمر في التركيز على مجالات أخرى من الابتكار والتطوير تاركةً المنافسة في سوق محركات البحث لجوجل وغيرها من الشركات المتخصصة.